ملخص رواية "رأس الشنفرى في طريقي"

رواية "رأس الشنفرى في طريقي"
في معرض مسقط الدولي للكتاب 2024

"رأس الشنفرى في طريقي: حدث في 17 تشرين الأول 2019" رواية اجتماعية ترصد معاناة الشباب اللبناني، صدرت عن "دار المصور العربي" بيروت، عام 2023.

على الصعيد الخاص، تتناول الرواية حياة شاب لبناني يدعى نجم، يعاني من نحس يلازمه في كل مجالات حياته، ويحاول أن يتغلب عليه بطرق مختلفة، لكن من دون جدوى. وعلى الصعيد العام، تتزامن الأحداث مع "انتفاضة 17 تشرين" (أكتوبر 2019) التي اندلعت في لبنان احتجاجاً على الضرائب والانسداد السياسي، والتي شارك فيها نجم بطريقة غير متوقعة، إذ أثرت في مصيره ومصير شخصيات أخرى في الرواية.

الرواية مقسمة إلى 32 فصلاً وخاتمة، وفي كل فصل هناك اقتباس من كاتب أو شاعر أو مفكر شهير، يمهد لمضمون الفصل، وفي نهاية كل فصل ملحق يحتوي على أخبار أو إعلانات أو تعليقات تتعلق بالأحداث التي تدور في الفصل. الرواية تتبع أسلوب السرد الخارجي، إذ يروي الكاتب الأحداث من منظور ثالث، ويدخل في تفاصيل نفسية واجتماعية وتاريخية وثقافية تخص الشخصيات والمكان والزمان.

نجم يلتقي في الرواية بشخصية أخرى تلعب دوراً مهماً في حياته، وهو ياسر، المتخصص أيضاً في علم الاجتماع، والذي يعمل في مجال البحث العلمي والتدريس. ياسر على العكس من نجم، شخص محظوظ وناجح ومحبوب ومحترم يحاول أن يساعد صديقه في التخلص من نحسه، ويقدم له نظرية تفسر الأسباب.

بالعودة إلى "انتفاضة 17 تشرين" وهي خلفية أحداث الرواية، والتي شاركت فيها أطياف واسعة من الشعب اللبناني احتجاجاً على الفساد والطائفية والمحاصصة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يعاني منها البلد، فإنّ نجم شارك بدوره بالصدفة، وبطريقة غريبة جداً نابعة من نحسه بالذات، إذ قرر الانتقام من الحكومة التي تسببت في معاناته، بحرق أحد مباني وزارة المالية، وهو ما يراد له أن يرمز إلى الفساد والهدر والضرائب المتزايدة. وهو الحدث المؤسس للقائه بياسر والمحرك لما أعقبه من أحداث تمتد طوال ثلاثة أعوام من عمر الأزمة اللبنانية، حتى نهاية 2022.

تعبّر الرواية عن توجهات جزء من اللبنانيين الذين لا يجدون ممثلاً لرؤاهم ومصالحهم مهما تغيرت أسماء السياسيين وتبدلت ما بين منظومة حاكمة ومعارضة، وهو ما يتجلى في حوار رمزي يجمع نجم بياسر في أعقاب انتخابات 2022 البرلمانية.

وترافق الأحداث دائماً فكرة الثورة على كلّ شيء، وهو ما تبرزه صورة غلافها، في نقد لاذع لأشخاص استغلوا "17 تشرين" لمصلحتهم الشخصية البحتة، لتصل الرواية إلى قدرة حقيقية على الثورة، تعيد تفكيك قصة الشاعر الجاهلي الشنفرى، وتوظيفها في سياق درامي يتيح للرأس أن يعبر عمّا يجيش في نفوس ذلك الجزء من اللبنانيين، ولعلّ أبرز ممثل له هو بطل الرواية نجم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوميات لبنانيين محاصرين في المربع الأحمر

نصائح لنجاح متكامل في العام الجامعي الأول