روايتي الجديدة "رأس الشنفرى في طريقي"
صدرت مؤخراً، عن "دار المصور العربي" في بيروت، رواية "رأس الشنفرى في طريقي... حدث في 17 تشرين الأول 2019" للصحافي عصام رائف سحمراني.
الرواية، وهي العمل الثاني للكاتب في هذا المجال، بعد روايته تحت الصنوبرة" الصادرة عن الدار نفسها عام 2020، تتحدث عن الفترة التي سبقت ثورة 17 تشرين الأول 2019 وأعقبتها، لتدخل في تحليل سوسيو- معرفي عميق للاتجاهات السياسية والاجتماعية في لبنان من وجهتي نظر مخالفتين للسائد، يعبّر عنهما بطلا الرواية "نجم" و"ياسر"، مع ما في ذلك من محاكمة لشعارات تلك المرحلة على صعيد النظام والمعارضة.
تمرّ أحداث الرواية على انتفاضة 17 تشرين، وزمن كورونا، وتفجير مرفأ بيروت، والانهيارين الاقتصادي والاجتماعي، وأزمة أموال المودعين المحتجزة، وما رافق كلّ ذلك من أحداث، لتوظفها على مستوى الشخصيات بانشغالاتها المرتبطة كذلك بما يدور في البلاد فضلاً عن همومها الشخصية.
تستخدم الرواية لمسة فانتازية ذات صبغة تراثية في التطرق إلى عالم الأشخاص الغارقين في النحس - في تقديرهم الخاص على الأقل - وهو ما يوفر تشويقاً درامياً متصاعداً قبل الكشف عن الحبكة الكاملة، وفي أعقابه.
لا تغيب عن الذهن الإشارة إلى أنّ العنوان مقسوم إلى رئيسي وفرعي، فبينما يتسم الأول بالغموض المفكوك تباعاً في الرواية منذ مطلعها حتى خاتمتها، فإنّ الثاني يحيلنا مباشرة إلى تلك الثورة أو الانتفاضة التي لم يُكتب لها النجاح لتضافر البنى التقليدية سياسية واقتصادية ودينية، جميعها، على إسقاطها، كما لأسباب ذاتية مختلفة. مع ذلك، أصاب النجاح أولئك الذين ركبوا موجة الانتفاضة واستغلوا المنتفضين، ليصلوا إلى مكاسبهم الشخصية لا غير، بحسب جدال متكرر بين البطلين. لكنّ ذلك الحدث المركزي المرتبط بليلة الخميس تلك بفرعيه العام والخاص، يكاد يطغى على الأحداث والشخصيات جميعها، ويحيله إلى نقطة مرجعية لا مناص من العودة إليها مع كلّ طارئ.
لغة الرواية حية سهلة مهما غاصت في أعماق التحليل. كذلك، يُسجَّل لها توثيق المرحلة في أخبارها وشعاراتها، فكأنّها مفكرة يومية تسرد مرحلة الانهيار، وتشعل ذاكرة القارئ بما اختبر شخصياً من أحداث.
تعليقات
إرسال تعليق