أكياس لبنان

 

"نعتذر من الزبائن. لا نعطي كيساً مع ربطة الخبز". "لا أكياس". تتكرر هاتان العبارتان ومثلهما، في الدكاكين، إذ يحاول البائعون الاقتصاد ما أمكنهم في ما يقدمونه من خدمات إضافية خارجة عن الثمن الأصلي للسلع، تبعاً لغلائها المفاجئ في مصانعها، مع ارتباط كلّ شيء في لبنان بالأخضر الدولار.

الأغرب أنّ متاجر كبرى، سواء تلك التي تبيع المواد الغذائية أو الملابس والأحذية، لا تعطي أكثر من كيس واحد كبير مع الأغراض. تلك المتاجر كانت حتى وقت قريب تتباهى بأكياسها وتصاميمها المختلفة التي تغيرها بين فترة وأخرى. ففي النهاية يمثل الكيس حاملاً اسم المتجر، أحد الأساليب الإعلانية الشهيرة التي تصل ربما أبعد من الإعلانات التلفزيونية والإذاعية، خصوصاً أنّنا نستخدم الأكياس نفسها مرات عدة، في شؤون مختلفة جداً عن الاستخدام الأصلي، وهو ما يجعل الكيس يتنقل بين يد ويد، ومنطقة وأخرى، حاملاً اسم المتجر ومعلوماته الكاملة.

كلّ ذلك اختفى الآن، في كثير من هذه المتاجر، إذ تلتزم بأرخص أنواع الأكياس، تلك الخفيفة التي لا تتحمل أكثر من تحويلها إلى أكياس نفايات، تُستخدم لمرة واحدة فقط بطبيعة الحال، كما اختفت كلّ تلك الزخرفة عن الأكياس توفيراً لتكاليف الطباعة.

فلننظر إلى النصف الملآن من الكأس: ما زالت هذه المتاجر مفتوحة الأبواب... حتى الآن!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوميات لبنانيين محاصرين في المربع الأحمر

نصائح لنجاح متكامل في العام الجامعي الأول