سهرات وسرقات في لبنان
غريبة نشرات الأخبار في لبنان، لا سيما في أوقات الأزمات. وتبعاً لتبعيتها لفريق من الفرق فإنّ المقدمة تتحول إلى بيان سياسي حزبي يزداد عناداً وتشديداً على أنّ من تنطق باسمهم هم الحق وحدهم، والطرف الآخر يتحالف مع الباطل بل ينجدل معه.
عدا عن ذلك، فإنّ من الغرابة الارتباك في عرض المواد الإخبارية في النشرة، حتى تتحول إلى "سمك لبن تمر هندي" لا منهجية واضحة لها، اللهم إلّا إذا كانت تقصد تلك الفوضى التي سُمّيت يوماً خلّاقة، أو ذلك الفولكلور الذي يعلي شأن تناقضات غريبة يعتبرها ميزة، تذكرني بوجبة الحلاوة والزيتون في الخدمة العسكرية التي كان ضباطنا ينظّرون لفوائدها، رغم اعترافهم بمخالفتها الذوق العام.
مشهد 1 من نشرة إحدى المحطات اليوم: نقل مباشر من إحدى مناطق السهر، حاولت فيه المراسلة ومحاورها مقدم النشرة أن يبرزا، ما استطاعا، الأمن والأمان وأجواء الاحتفال والإصرار على البقاء في لبنان "أجمل بلد بالدنيا".
مشهد 2 من النشرة نفسها: الخبر اللاحق للنقل المباشر، لم يكن غير ريبورتاج مدعّم بتشكيلة من مقاطع فيديو صورها مواطنون، يعرض السرقات المنتشرة في لبنان والفلتان الحاصل في شوارع المدن والقرى، والخوف لدى الأهالي والبلديات من اللصوص.
كمتابع للمشهدين أعلاه، هل عليّ أن أختار الخبر الذي يناسبني مثلاً؟ هل هو إرضاء لجميع الأطراف؟ ألم تلاحظوا أنّ خبر السرقات ينفي تماماً خبر أريحية السهرات، أم أنّ النشل والسطو والكسر والخلع لا تعكر صفو الأمن؟ بل ربما ترشدون اللصوص إلى أماكن أولئك الساهرين، علّهم يتربصون بهم!؟
تعليقات
إرسال تعليق