تبريرات صهيونية... للمطبعين

 

طلب رئيس الجمهورية جوزاف عون من الجيش اللبناني التصدي لأي توغل
صهيوني في الأراضي الجنوبية المحررة (أحمد منتش/النهار) 
أستغرب أنّ الصهاينة يصدرون بيانات بعد ارتكاب جرائمهم، يبررون فيها ما فعلوا. لكن بعد كلّ هذه الجرائم في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران وقطر، طوال السنوات السابقة، وحجم التأييد الرسمي الدولي غرباً وعرباً وشرقاً، هل يحتاج الصهيوني إلى تبرير جرائمه؟

يوم 13 حزيران الماضي، في أعقاب الهجوم الصهيوني على إيران، قال المستشار الألماني فريدريك ميرتس إنّ "إسرائيل تقوم بالعمل القذر... من أجل الغرب كلّه".

هذا الكلام تعبير صادق عن الفكر المهيمن في مراكز القرار الغربية ولمن يتبعون لها. وهو يفتح دعوة للتأمل في جدوى كلّ المواقف السياسية سواء كانت تابعة للحكومات العربية أو للمنظمات الإقليمية والدولية والأممية. فما هو العمل القذر؟ ومن صنّفه كذلك؟ ولماذا على الصهيوني أن يتولى هذا العمل نيابة عن الغرب؟ ما وظيفة الصهيوني بالنسبة للغرب؟ ولماذا على الغرب أن يكون آمناً وعلى غيره أن يبتلي بكلّ الشرور؟ من قال إنّ قيمة الإنسان الغربي أعلى من غيره؟ طبعاً واضحة الإجابات، والأسئلة أعلاه ليست أكثر من تجاهل العارف، فالعالم ما زال مقسّماً كما كان دائماً ما بين قوى استعمارية وبلاد مستَعمَرة تزعم أنّها دول أو تسعى بلا طائل.

قبل فجر اليوم، توغل الاحتلال الصهيوني في أراضي بلدة بليدا جنوب لبنان، وقتل موظفاً في مبنى البلدية. خرج بعدها ببيان برر فيه جريمته. لا داعي لتكرار مقولات البيان فهو تقيّؤ متجدد من فلسطين إلى لبنان وغيرهما. لكنّني أكاد أجزم أنّ الصهاينة لا يعنيهم تقديم مثل هذا التبرير إلى الغرب والمؤسسات الدولية والأممية، بل يقصدون كتابته على لسان المتحدثين بالعربية في جيشهم، فقط ليتلقفه السائرون في موكب التطبيع، ممّن باتوا يدعون جهاراً لدفن فكرة المقاومة من أساسها. هؤلاء كثيرون في الوطن العربي الكبير. وهم وقود فتنة أكبر من مجرد الترويج لبيانات العدو.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوميات لبنانيين محاصرين في المربع الأحمر

نصائح لنجاح متكامل في العام الجامعي الأول