هل تعلم أنّ الصين هي بطلة أولمبياد باريس 2024 الفعلية؟

 
الصينية وين وين لي فازت بذهبية رفع الأثقال +81 كلغ

قبل أيام قليلة، اختتمت الألعاب الأولمبية الصيفية في نسختها الـ33، بتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر حصداً للميداليات. وعلى الرغم من أنّ الصين فازت بنفس عدد الذهبيات (40 لكلّ دولة) فإنّ الأميركيين تفوقوا بالمجموع العام للميداليات (126 مقابل 91).

مع ذلك، فإنّ الوقائع تؤكد أنّ الصين حصدت 42 ميدالية ذهبية، وليست 40، ما يجعلها البطلة الفعلية لأولمبياد باريس 2024، فمن أين جاءت الذهبيتان الإضافيتان؟ من هونغ كونغ.

هنا لا نتحدث عن الصين تايبيه (تايوان) فلتلك الجزيرة حكاية أخرى... نتحدث عن هونغ كونغ الصينية بالكامل، فالجميع يعلم أنّ المنطقة ذات سيادة خاصة في كثير من النواحي، لكنّها صينية. وهي سيادة تنتقص منها الصين يوماً بعد يوم بالمناسبة، وهناك حراك استقلالي كبير في الدولة السابقة التي عادت إلى حضن بكين عام 1997، وتحولت هوية مواطنيها إلى صينيين لا يميزهم شيء عن أقرانهم في البرّ الرئيسي. وبينما تلعب المملكة المتحدة مثلاً كرة القدم تبعاً لاتحادات عدة تدير منتخباتها (إنكلترا، اسكتلندا، ويلز، أيرلندا الشمالية) وهي أعضاء جميعاً في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فإنّها تشارك في الأولمبياد كبعثة موحدة لا فارق فيها بين إنكليزي واسكتلندي وأيرلندي وويلزي، تحت راية بريطانيا. الأمر مختلف في الصين إذ إنّ هونغ كونغ (ماكاو أيضاً بالمناسبة) تشارك في الأولمبياد كبعثة منفردة، وهذا ما يُنقص من رصيد الصين في حال فوز رياضيي هونغ كونغ بالميداليات، وهو ما تحقق مجدداً في أولمبياد باريس.

اقرأ أيضاً: 

لقطات مميزة في اختتام أولمبياد باريس 2024: صورة مغايرة لحفل الافتتاح


في نظرة تاريخية قصيرة، نشير إلى أنّ هونغ كونغ شاركت في الأولمبياد الصيفي منذ هلسنكي 1952، ثماني عشرة مرة، وبلغت حصيلتها من الميداليات 13، بواقع 4 ذهبيات و3 فضيات و6 برونزيات، ويأتي ترتيبها 77 على مستوى العالم. اللافت أنّ المنطقة الصينية لم تحقق قبل الانضمام إلى البرّ الرئيسي، أي في أولمبياد أتلانتا 1996 وما قبله، إلّا ذهبية واحدة فقط لا غير، فيما حققت كلّ ميدالياتها الأخرى في أولمبيادات أثينا 2004 (فضية) ولندن 2012 (برونزية) وطوكيو 2020 (ذهبية وفضيتان و3 برونزيات)، والأبرز باريس 2024 (ذهبيتان وبرونزيتان).

وبينما لم تكن ذهبية هونغ كونغ في أولمبياد طوكيو لتحمل التفوق لأبناء بلدهم الأم، إذ كانت الولايات المتحدة في المركز الأول متفوقة بذهبية واحدة على الصين في المركز الثاني، فضلاً عن المجموع العام، فإنّ حصيلة هونغ كونغ هذه المرة في أولمبياد باريس تجعل من الصين بطلة حقيقية للأولمبياد، على الشكل "الخيالي" الآتي:
1- الصين: 42 ذهبية، 27 فضية، 26 برونزية.
2- الولايات المتحدة: 40 ذهبية، 44 فضية، 42 ذهبية.

تشيونغ كا لونغ رافعاً علم هونغ كونغ والذهب الأولمبي
بعد فوزه على الإيطالي فيليبو ماتشي في نهائي المبارزة
(الصور من: Getty) 

ربما نرى هونغ كونغ تشارك في البعثة نفسه مع الصين في الأولمبيادات اللاحقة، بدءاً من لوس أنجلوس 2028، وفي المقابل، ربما يشكل تنافسها منفردة، حافزاً إضافياً لأبنائها يوصلهم إلى المجد الأولمبي، ويشدد على استقلاليتهم، فما لا تحققه السياسة قد تحققه الرياضة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوميات لبنانيين محاصرين في المربع الأحمر

نصائح لنجاح متكامل في العام الجامعي الأول