نورس مجنون ما زال يقاوم
تقتات من يلمسونها
تُشتّت شملهم
تبيد آفاقهم
وتمضي تسابق الأحلام
وهي تعانق صاروخاً موجهاً
ورصاصة من فم قنّاصة
روحه لا تخشى ظلمة
ولا تجزع من جوع
تصوم كما يصوم الجسد النحيل
وتشدّ من عزمه عند كلّ مغيب
هي سيدة العتم وسيدة النور
وسيدة النصر المتأنق مع كلّ صبح...
نصر ثبات في وجه وحوش شرسة تغزو الميادين، وكلاب خانعة تخنق الشاشات في غرب وشرق
روحُه ماء سماوي ينسكب بين الصخور
لا يحدّه حدّ
ولا تحكمه قوانين
غير الانجذاب إلى العلّة الأولى
روحُه نورس مجنون
يضرب بجناحيه الشفق
بحثاً عن أكبر سمكة في أعماق جحافلهم
 بعيداً عن سردين معلب وأوسلو وذلّ إنزالات تافهة
روحُه الأرض قبل الجميع وبعدهم
تلتحف الجسد الفاني كلّ صبح
وتعطره بتراب ينتظر امتزاجاً فيه
بدايتها فاء ونهايتها نون
وما بينهما يدفن عالم كامل رأسه
فيعود كلّ شيء إلى سيرته الأولى؛
سفاح ومقاوم...
ويبقى المقاوم

تعليقات
إرسال تعليق