العودة إلى المدارس ضد التعليم عن بعد في قلب الانهيار

 

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" قد أسدت بعض النصائح بخصوص العودة المدرسية في زمن كورونا، مع ما فيها من تأثيرات على صحة التلاميذ الجسدية والذهنية، أورد أبرزها:

- العودة الآمنة للتلاميذ، مع ما في ذلك من ضمان للتباعد الاجتماعي، والتعقيم المستمر، وإجراء الفحوص، وصولاً إلى التطعيم، مطلوبة من الإدارات المدرسية، وإلّا إبقاء التعليم عن بعد.

- في المقابل، تقع على الأهل مسؤولية تقديم دعم إضافي لأبنائهم وبناتهم، بالإضافة إلى التحدث مع معلميهم بخصوص نشاطاتهم المختلفة وقدراتهم.

- المطلوب في المنزل، توفير أجواء خالية من التوتر، والتحول إلى نمط التعليم التفاعلي الذي يمكن أن يتضمن المشاركة في الطبخ والقراءة والألعاب، بالإضافة إلى الاهتمام بالتغذية الصحية السليمة.

وضع خاص في لبنان
لكنّ الوضع في لبنان سيّئ. حتى نشرات الأخبار لا تعكس كلّ هذا السوء، فرصده لا يمكن أن يُحصر بتقارير من دقائق، أو برسالة مباشرة... ربما يتطلب الأمر نقلاً مباشراً فوق رأس كلّ شخص يعيش هنا، من أيّ جنسية، أربعاً وعشرين ساعة، حتى بين أولئك المستفيدين من الوضع ولا يتمكنون من إدراك مدى سوئه. السوء ثابت في ثبات الانهيار وتسارعه. في الاعتياد على الغلاء والتكيف معه، ومع انقطاع السلع لا سيما الدوائية والغذائية، وتدنّي جودة المتوفر، ما يؤثر بدوره على الاهتمام بالأطفال، في أساسيات تربيتهم.

السوء يرتقي إلى مستويات أعلى تحجب الواقع عنه قشور. يلتهى بها. في مثال بسيط على ذلك، هناك السجال حول التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، تبعاً لتدابير مكافحة كورونا. هذه ليست المشكلة الوحيدة أساساً، فعدا عن الحديث عمّا يعانيه التلاميذ في الظروف المعيشية والصحية الحالية، فإنّ هناك أزمة في التعليم نفسه والمناهج، والإصرار منذ سنوات، على امتحانات وشهادات تكرّس الاحتفاء بالتجهيل المدرسي، الممتد إلى دكاكين جامعية تكرس الفشل الكامل في المنظومة، إذ تخرّج عاطلين عن العمل بشهادات.

هي بعض معالم الانهيار في جانبها الاجتماعي، بعيداً عن سياسيين يتعيّشون عليه ويبحثون عن صفقاتهم منه، على حساب بقية سكان البلاد، فيما الانهيار مستمر ومتسارع وستتأثر المدارس والتلاميذ به بشكل كبير جداً، وإن اختفى كورونا وتدابيره يوماً ما.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوميات لبنانيين محاصرين في المربع الأحمر

نصائح لنجاح متكامل في العام الجامعي الأول