الدولار بـ40 ألف ليرة سريعاً
| لا شيء يمنع وصول الدولار إلى 40 ألف ليرة (رويترز) | 
منذ بداية العام الجاري 2022، يلعب دولار السوق السوداء بأعصاب اللبنانيين، فهو يصل إلى حدود الـ30 ألف ليرة ولا يتجاوزها. كأنّ هذا الحاجز وحده معيار الانهيار، بعدما تهاوت الليرة اللبنانية بمعدل 20 مرة خلال العامين الأخيرين، من 1500 ليرة للدولار الواحد، إلى حدود الثلاثين ألفاً، في زمن الانهيار الشامل هذا.
الحاجز نفسي لا أكثر، فلا أحد يفهم لماذا تتهاوى الليرة بهذا الشكل المتسارع أساساً. وحتى بعض خبراء الاقتصاد أشاروا إلى أنّ المعدل الطبيعي للتهاوي، يفترض أن يصل بها إلى حدود تتراوح بين 12 ألف ليرة و16 ألف ليرة. لكنّ القطب المخفية في كلّ شيء تفعل فعلها، إذ يمكن التساؤل دائماً عن كيفية تجفيف دولارات المودعين بموجب تعاميم مصرف لبنان. ويمكن التساؤل عن أموال السياسيين، هل تمكنوا من سحبها أم لا؟ ويمكن التساؤل عن رواتب أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، هل فعلاً عندما يتقاضونها بالليرة اللبنانية لا يستبدلونها بالدولار من مصرف لبنان نفسه؟ هل يكتفي النائب حالياً براتب الـ12 مليون ليرة لبنانية التي تعادل نحو 400 دولار أميركي؟ على من تضحكون؟ بموجب أيّ قانون أو مرسوم أو حتى قرار سري، يستبدلون ليراتهم بدولارات؟ كيف تتمّ العملية؟ وما دور حاكم مصرف لبنان نفسه؟ كيف تمكن المتحكمون برقابنا من تهريب أموالهم الدولارية خارج لبنان؟ وما مصدر دولارات الأحزاب، تلك التي تقدم رواتب لمنتسبيها بالعملة الخضراء، وما هي قنوات وصولها وتداولها؟ ما الذي استند إليه رئيس مجلس النواب يوماً حين تعهد بهبوط الدولار إلى 3200 ليرة؟ وما الذي استند إليه رئيس الحكومة عندما أكد أنّ الأساس تثبيت سعر الصرف؟ لماذا حين شكلت الحكومة الحالية هبط الدولار إلى حدود 13 ألف ليرة؟ ولماذا ارتفع بعدها؟ وهل تذكرون عندما طلب رئيس الجمهورية التحقيق في أسباب ارتفاع الدولار؟ يومها كان الدولار لا يزال عند حدود 10 آلاف ليرة، ونفت جمعية المصارف علاقتها بالارتفاع. أين وصلت التحقيقات إذاً؟ من يبطل تعهدات هؤلاء، لا سيما رئيس مجلس النواب الذي لا يلطخ سمعته عادة بتعهدات ووعود لا تصدق؟ من أكبر من السلطات الثلاث؟ وما دور المسؤولين أنفسهم في استغلال سلطاتهم؟
نحن لا نملك غير السؤال، وفي هذا الحال غير المفهوم اقتصادياً الذي يترك تحديد سعر الصرف لتطبيقات هاتفية لا أحد منا - نحن البسطاء- يعرف من مشغلها ومن مدبّرها ومن خلفها، لا شيء يمنع الدولار من القفز فوق 30 ألف ليرة اليوم أو غداً. ربما هي لعبة نفسية، تهيّئ عند القفز فوق 30 ألف ليرة للوصول سريعاً إلى العشرية التي تليها، فلن نستغرب مجدداً خلال الأشهر المقبلة أن يصل الدولار إلى 40 ألف ليرة من دون أن ننتظر توقعات منجمين تقاضوا لقاء ظهورهم العبقري في ليلة رأس السنة كثيراً من الدولارات.
تحديث1: 8-1-2022، أخيراً قفز الدولار فوق 30 ألف ليرة لبنانية للمبيع والشراء، وفق أحد التطبيقات الخاصة بالسوق السوداء، الأشهر.
تحديث2: 10-1-2022، تجاوز الدولار 31 ألف ليرة.
تعليقات
إرسال تعليق