مكتبتنا السرّية
نحبّ الكتب... نقرأها، ونستعرض معرفتنا بها، باقتباسات من هنا، وتوصيات من هناك.
لا نخجل من عرض مكتبتنا أمام الجميع... نحن نضعها أساساً في الصالون أو غرفة الجلوس، في مكان يراه كثيرون من زائرينا. وإذا تعذّر مجيئهم، اليوم، بسبب الوباء، فنحن لا نتأخر عن عرض تلك المكتبات على وسائل التواصل.
لكن، هناك مكتبة سرّية أيضاً. مكتبة لا تضمّ ربّما إلاّ عدداً ضئيلاً من الكتب. مكان سرّي جداً نحتفظ فيه بكنوزنا. لست أقول إنّها كتب مخجلة أو ترتبط بتابوهات معينة يمكن أن يساء فهمها في مجتمعاتنا المحافظة، بل هي - مهما كانت طبيعتها - كتبٌ لها ارتباط عميق فينا لا يمكن أن نعلنه. منها ما يحرك دواخلنا، ومنها ما يشكل شخصيتنا، وفي الحالتين نحتفظ لأنفسنا بحقوق هذه الكتب كأنّها جزء أصيل منّا ننهل منه متى ما شئنا، ونخشى التداول به كي لا ينتهي سحره.
هي كتبنا السرّية، أو حياتنا السرّية، ومهما كانت منتشرة فإنّ الأصل في تخبئتها لدينا أنّنا لا نريد أن يعرف أحدٌ، كائناً من كان، بما تعنيه لنا.
من يجرؤ على فضح أحدها؟
تعليقات
إرسال تعليق