في طريق اليأس
نيأس وأكثر، فنحن وسط عالم الأسمنت والقهر، ولا نعرف للسماء طريقاً، وللنجوم بريقاً، وللورود رحيقاً، ولا في الحبِّ رفيقاً.
إنّما نتفاءل مواربة، لعلّها أيام أسرع، تمضي وتنقلنا إلى زمن أفضل ومكان أرحب من دون أن نعيش تفاصيل الانتقال، لكنّنا نشعر في تفاؤلنا أنّ أيّ انتقال لن يكون في صالحنا، بل هي مجرد حلقة إضافية تضيق علينا، ولا فكاك منها بتفاؤل أو بأمل أو بحلم، فيما كلّ طموح مكبوح بألف حلقة أشدّ.
هذا هو الحال المحال، فأن ندرك أنّنا لا نعرف صالحنا ونترك كلّ الأمور تسير وفق نظامها فتموضعنا أينما شاءت، فإنّه مهرب لذيذ يحمل خدراً مريحاً قد يمتد عمراً، لكن أن ندرك أنّنا نعرف صالحنا بالفعل لكن لا قبل لنا على المضيّ في انحطاطه، فإنّها مسؤولية الانخراط في الوجه المقابل بكلّ كآبته وتعاسته وبؤسه ومرارته.
ليس هناك احتفاء بمثل هذا الاختيار، لكنّه احتفاء بامتلاك القدرة في لحظة معينة على الاختيار، وهو ما لن يتكرر أبداً طالما سلكته. وسواء رضيت بحلقات تخنقك يوماً بعد آخر، أم لم ترضَ، فهي لن تزول، ولن يصنع التفاؤل ما يخالف الخيار الذي اخترت.

تعليقات
إرسال تعليق